تخريج خمسة أحاديث في باب الوضوء التي استدل بها الشيخ محمد أرشد البنجاري في كتابه سبيل المهتدين للتفقه في أمر الدين

لقد قام الشيخ محمد أرشد البنجاري في تأليف كتاب سبيل المهتدين للتفقه في أمر الدين خدمة للفقه على مذهب الشافعي. وهذا الكتاب استخدمه بعض المعاهد والمدارس في جزيرة كاليمانتان. واستدل فيه كثير من الأحاديث النبوية، منها ما ذكر مصدر الحديث ودرجته ومنها لم تذكر درجتها بل ذكرت ألفاظها مجردة عن الإسناد. فأرادت الباحثة أن تقوم بجمع الأحاديث التي سكت عنها الشيخ محمد أرشد البنجاري عن حكمها لدراستها وقيام بتخريجها.
وقد قامت الباحثة بكتابة البحث على المنهج الكيفي. وأما منهج تحليل البحث الذي سأمشي عليه فهو المنهج الكمي الإستقرائي. وهذا البحث يبحث في المسألتين: الأولى: من خرج تلك الأحاديث. والثانية: ما درجة تلك الأحاديث.
فبعد الدراسة تتلخص عند الباحثة النتائج التالية: الحديث الأول (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) حديث أبي هريرة هذا أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وحكم الحديث المتفق عليه. الحديث الثاني (ابدؤا بما بدأ الله به) حديث جابر بن عبد الله هذا أخرجه ابن أبي شيبة ومسلم في صحيحه وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه فالحديث صحيح لذاته، والحديث الثالث (توضؤا بسم الله) الحديث أنس بن مالك هذا أخرجه أحمد والنسائي وابن خزيمة وأبو يعلى وفي روايتهم ذكر لفظ التسمية، فالراجح رواية التي لم تذكر التسمية وزيادة لفظ التسمية شاذة، الحديث الرابع (لا وضوء لمن لم يسم) هذا الحديث يُروى من ثمانية صحابيا سعيد بن زيد وأبو سعيد الخدري وأبو هريرة وسهل بن سعد الساعدي وعائشة وحيان وعلي بن أبي طالب وأنس بن مالك رضي الله عنهم، والإسناد لكل الطرق لين ولا يصلح لتقوية بعضها على بعض، والحديث الخامس (هكذا الوضوء فمن زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم) حديث عبد الله بن عمرو هذا أخرجه أحمد وأبو عبيد وابن أبي شيبة وابن ماجه والنسائي وابن خزيمة والبيهقي، فهذا الحديث صحيح.